السبت، 16 أكتوبر 2021

محمد الجلالي بن أحمد بن المختار السباعي.

 


محمد الجلالي بن أحمد بن المختار السباعي.
ولد في ضواحي مدينة مراكش (المغرب)، وتوفي في قرية إحكازو (في صعيد مصر).
عاش في بلاد شنقيط ومصر والمغرب وسافر إلى الحجاز حاجًا.
درس على عدد من رجال العلم في بلاده، فتلقى عنهم العلوم الشرعية وعلوم اللغة، وجمع كثيرًا من العلوم مع اتساع الحفظ والباع فى الأنظار والمفهوم.
اشتغل بالتدريس، فتلقى عنه عدد من الطلاب في مختلف علوم اللغة والشريعة، وذاع صيته في منطقة الغرب الإسلامي فكان بارزًا بين علماء عصره.
شارك في الجهاد ضد الحملة الفرنسية على مصر (1798 - 1801) كما احتفى به علماؤها.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد وردت في كتاب: «الشعر والشعراء في موريتانيا»، وله قصيدة مطولة وردت في كتاب: «الدفاع وقطع النزاع عن نسب الشرفاء أبناء أبي السباع»، وله قصائد متناثرة مخطوطة.

الأعمال الأخرى:
- له رسائل علمية وإخوانية مخطوطة.
شعره تقليدي، له مطولات منها في النبي () تتسع لمقدمات غزلية وتعرج على الحنين إلى الديار، ومدح للصحابة والتعريف بجهادهم، ويتسم شعره بمتانة التركيب وقوة السبك، لغته معجمية وبلاغته قديمة، ويظهر فيها أثر البيئة العربية وثقافاتها.

مصادر الدراسة:
1 - صالح بن بكار السباعي: الأنس والإمتاع في أعلام الأشراف أولاد أبي السباع - دار وليلي للطباعة والنشر - مراكش 2000.
2 - عبدالله بن عبدالمعطي السباعي: الدفاع وقطع النزاع عن نسب الشرفاء أبناء أبي السباع - المغرب 1986.
3 - محمد المختار ولد أباه: الشعر والشعراء في موريتانيا - الشركة التونسية للتوزيع - تونس 1987.
4 - المختار بن حامد: حياة موريتانيا - المعهد الموريتاني للبحث العلمي - نواكشوط (مرقون).

عناوين القصائد:

من قصيدة: كفى حَزَنًا

كفى حَزَنًا بالهائم الصبِّ أن يرى
منازلَ من يهوى معطّلةً قَفْرا
رأيتُ الظِّبا من وحشها ولطالما
ذعرتُ الظِّبا من أهلها البيضَ والعفرا
تخطّ أكفُّ الكُدْر في طين غُدْرها
رموزًا أبت من نقطة الظفر أن تُقْرا
كأن عريفَ الوُرْقِ يبغم وسطَها
يجرّ ذيولَ التيه لا يجحد الكبرا
أمير له تاجٌ ودرعٌ مذهَّبٌ
يجرّ على الخفّين في مشيه الأُزرا
إذا ناضلتْ قوسُ السماء غديرَها
تسلّ سيوفًا في جداولها بَتْرا
ألحّ عليها المزنُ فابتزَّ ثوبَها
فألقى عليها النورُ ملحفةً حَبرا
تخال بها النعمانُ في الكمّ مشرقًا
قلانسَ حَمرا في حمائمها خَضرا
وخودَ الظِّبا في الأقحوان وقد طمت
محاجره بالطلّ لم تسبح العبرا
تناولها المرآة أيدي زبرجدٍ
أصابعها تبرٌ خواتمها نقرا
ديارٌ عفتْ أطلالُها غيرَ أنها
بأطلالها والعِين عَمّرتِ الفكرا
ألا فعليّ الله أوجد ناسيا
أغنّ عفيف الدرع لا ينطق الهجرا
إذا قوبلتْ بالبدر والشمس في الضحى
فما لي وحبّ الآفل العادم النشرا
وإن نال منها الطرفُ ولّت مروعةً
وأبقتْ شعاعَ المسك من ذيلها سطرا
وولّت بروح الصبّ تنكر قتلَه
وسيفُ الحَيا في الخدّ لهجتُه حَمرا
فلا تعجبنْ أنا سُلبنا اصطبارَنا
ونحن براةُ الحرب أصلبها ظفرا
فإن الكريم الحرَّ تغلبه النِّسا
وسيفُ الحَيا في الأهل يقتله صبرا
إذا طرقتْ ليلاً وضلّ لحلها
يدلّ عليها الندُّ والجبهة الغَرّا
فكم ليلةٍ في حيّها طاب أنسُنا
تَمطّى غرابُ الليل لا يقبل الزَّجْرا
أطلّتْ عليه الشهبُ من كل جانبٍ
فشابت بها طفلاً مفارقه قهرا
كأن هلال الغرب للستّ مائلٌ
بشامٌ رأينَ من عمامته شطرا
كأن بنات النعش طافت بقطبها
قطيع مهًا قد قام يرهبها حسرا
ولاح سهيلٌ مفردٌ فكأنه
أميرٌ أضلَّ الجيشَ في الجهة اليُسرى
فيا حبّذا ليلُ المسرّةِ ليته
حياتي وليت الفجر يكذبه عشرا
فراع صروفُ الفجر بالسيف سربَه
له رايةٌ حمراءُ في لونها كدرا
فمهد ملك الشمس قبل بدوّها
كإدريس في الأرحام قد ملك العصرا
رضُوه لحمل التاج في بطن أمّه
وما ندموا بَعْدًا ولا عدموا خيرا
محاسنُ أهل البيت للناس أسوةٌ
وأسوتُهم في المجد كان بها أحرى
بنى مجدهم في الغرب حتى ترفّعتْ
قبابٌ لهم في الشرق قد لُـمحتْ شزرا
وحلّ بأنوار النبوءةِ غربَنا
بمجد ظلام الشرك بالبطشة الكبرى
فكم غزوةٍ بالصافنات يشنّها
أعادت على الكفّار بدرًا يلي بدرا
وبالأسلاتِ السُّمر عاثوا لحربه
وضاقوا به برّاً وما هجعوا بحرا
يرون عقابَ الموت من فوق رمحه
تلوح على الأرواح من عينها الحَمرا
إذا هزَّز الخطّي في حندس الوغى
رأيتَ عليّاً جَدَّه كلما كرّا
وإن جئتَ تبغي القولَ تلقى جبينَه
جبينَ عقيلٍ عمّه كلما سرّا
فقد كان روحَ الدهر في النفع والردى
أتاح لنا خيرًا وللكافر الشرّا
مصادمه للجيش تدعى مواسمًا
تبول بهام الروم تمتهن الكفرا
تظل عبيدُ الغارِ تنقل حولها
تصفّ وراء النسر تحسبه كسرا
كأن الحِدا والرخم تفري جسومَهم
عجائزُ خضّبنَ الذوائبَ والنَّحْرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق