يعتمد أهل الصحراء المغربية تقسيما عرقيا غريبا و فريدا، حيث يقسمون الناس في المغرب إلى عرب و شلوح، أما العرب فهم وحدهم دون غيرهم و أما الشلوح فكل من ينتمي إلى سوس فما فوقها (بما في ذلك عرب بني هلال والمعقل المنتشرين في جل المناطق المغربية)، هذا التقسيم الغريب له جذور تاريخية قوية، حيث أن بني حسان (سكان الصحراء) هم الوحيدون في تاريخ المغرب الذين استحكموا بالأرض و سيطروا عليها بحد السيف من خلال حرب طويلة مع قبائل البربر التي سكنت الصحراء قبلهم، عكس القبائل العربية الأخرى التي استقرت في ربوع المغرب بشكل سلمي ولم تدخل في حروب مباشرة مع البربر. لذلك فإن أهل الصحراء أكثر عصبية للعربية فيصل بهم الحد إلى أن يصفوا أنفسهم بأنهم الوحيدون العرب و الباقي بربر، فنجد بعضهم يصف البراني على الصحراء ب"شليح مولانا" (رغم أن هذا التصنيف خاطء بطبيعة الحال)
في الصحراء المغربية يقال عن الرذيل الذليل دوني المرتبة، "زنياكي"؛ وهذا اللفظ نسبة لصنهاجي، حيث تحول هذا الوصف من وصف لقبيلة بربرية استفردت بالصحراء و استوطنتها منذ القدم، إلى وصف الذل بعد أن هزمت هذه القبيلة شر هزيمة على يد عرب المعقل بني حسان القادمين من الشرق و طردوا إلى أعماق الصحراء الكبرى في شمال مالي و جنوب الجزائر.
و سادت الثقافة العربية الحسانية من واد نون شمالا الى نهر السنغال جنوبا منذ ذلك الحين، ليتكون حاليا واحد من أكثر المجتمعات المتعصبة للعربية، مجتمع البيضان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق