البطة في لغة العرب وفي اللهجات العامية تعني نوعا من طيور الماء، حيث يطلق هذا الاسم على صغيرها وكبيرها، ذكرها وأنثاها فنقول هذه بطة للذكر والأنثى، قال ابن جني سميت بذلك حكاية لأصواتها.
ومن اللافت للانتباه أن لفظة بطة تستعمل في لهجة أولاد جرار بمعنى القنينة أو القارورة. فنقول “بطة تاعت الزيت” أو “بطة تاعت السيرو” ، جمها “بطات” أو بطوط” وتصغيرها “بطيطات”. ومن نوادر أولاد جرار أنهم يقولون لكل من أصابه شيء من القلق أو الضجر العبارة الشهيرة: إذا لم يعجبك الحال “طل ف البطة”.
استعمال لفظة بطة للدلالة على معنى القارورة أو “القارعة” على حد تعبير مستعملي اللهجات العربية الأخرى يعتبر من فصيح العربية، والشاهد عندنا ما جاء في سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي، عن عبد العزيز بن عمر قال لي رجاء بن حيوة ما أكمل مروءة أبيك، يقصد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، سمرت عنده فغشي السراج وإلى جانبه وصيف نام، قلت: ألا أنبهه، قال: لا دعه، قلت أنا أقوم، قال: لا ليس من مروءة الرجل استخدامه ضيفه، فقام إلى بطة الزيت وأصلح السراج ثم رجع. وقد ورد كذلك في لسان العرب أن البطة هي الدبة بلغة أهل مكة لأنها تعمل على شكل البطة من الحيوان، وهي إناء كالقارورة.
محمد السيك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق