العلامة القاضي بن اعلي امَّمُّو السباعي
هو العلامة والولي الصالح (القاظي) بن اعْلِي امَّمُّو بن درميم بن محمد الكبير (جد أولاد المومنة) بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن أعمر بن عامر الهامل (أبي السباع) الجد الجامع للأشراف السباعيين.
وأمه هي مريم بنت سيدي امحمد بن ادميس بن عبد الوهاب بن عبد المنعم بن سيدي عمارة بن إبراهيم بن أعمر بن عامر الهامل.، وقيل هذه جدته لأبيه، أما أمه فهي على الأرجح اخديجه بنت أيّه الجكنية، الأخت الشقيقة للعلامة محمد عبد الله بن أيّه الملقب مايابَى، من أسرة أهل أيّه الشهيرة من بطن إديشف من قبيلة تجكانت.
ويقال إن له جدة من الشرفاء الشقرويين (إداشقره).، يجتمع عندها بالعلامة محنض باب ولد اعبيد والعلامة المختار ولد بونَ والعلامة الشيخ سيديَ بن المختار بن الهيبة.
وذكر العلامة المؤرخ محمد والد بن خالنا الديماني، العلامة القاضي ابن اعْلِي امَّمُّ في كتاب الأنساب عند الحديث عن “أولاد أبي السباع" قال:
"أولاد أبي السباع واسمه عامر بن إدريس بن إدريس. إلى أن يقول:
ومن ادراميم أيضا القاضي ابن اعْلِي امَّمُّ ابن درميم، وأمه مريم بنت سيد محمد بن ادميس”.
وفي أولاد المومنه يقول الشاعر العالم أحمدو بن إبراهيم الحسني:
وَعُـدَّ بَنِي الأَشْرَافِ أَوْلاَدَ مُومِن :: وَسِيدِ مُحَمَّدْ حَيَّهُ لَسْتُ نَاسِيَا
وَكُلُّ جَمِيعِ الْقَوْمِ أَبْنَاءُ عَامِـرٍ :: هُوَ الْهَامِلُ الْمَشْهُورُ إِنْ كُنْتَ عَازِيَا
ويقول العلامة محمد بن محمد عبد الله التندغي عن أبناء إبراهيم بن أعمر بن عامر الهامل:
أَرْبَعَةٌ بِهَا الْهُمُومُ تَنْجَلِي :: وَالأَبُ إِبْرَاهِيمُ مَهْمَا تَسْأَلِ
مِنْ نَسْلِهِ عَبْدُ الْكَرِيمِ الْمُرْتَضَى :: وَذَاكَ مِنْهُ ذُو الْعَلاَ الشَّهْمُ الرِّضَى
مَنْ نَسْلُهُ يُدْعَى بِأَبْنَا الْمُومِنَهْ :: نَرْجُو بِهِمْ نَيْلَ الْمُنَى وَالأَمَنَهْ
مِنْ صُلْبِهِ الْقَاظِي وَذَا سَلِيلُ :: لإِعْلِ أَيْ مَمُّ الرِّضَى النَّبِيلُ
ضَرِيحُهُ عِنْدَ أَنَاجِيمَ يُـرَى :: فَزُرْهُ كَيْ بِهِ تَنَالَ الْوَطَـرَا
ولد العلامة القاظي ولد اعْلِي امَّمُّ في النصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري بمنطقة (لعگل).
ضرب في الأرض طلبا للعلم، ولازم العلامة شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني الفاضلي، عشرين سنة، وقال: لن أتركك حتى تخرج إلي المكنون من علمك. فلزمه حتى أخذ كل ما عنده.
ثم خرج القاضي ولد اعْلِي امَّمُّ واستقر في منطقة (آدرار) فنشر العلم بها، وعنه أخذ العلامة أشفغ الخطاط عمر الملقب (آبّيه)، الذي أخذ عنه العلامة حامد بن عمر البرتلي، الذي أخذ عنه العلامة الشيخ محمد ولد محمد سالم المجلسي، كما ذكر ذلك، المؤرخ سِداتي بن الشيخ المصطفى الأبييري، في كتابه "إماطة القناع عن شرف أولاد أبي السباع".
وقد عد العلامة أبو عبد الله الطالب محمد بن أبي بكر البرتلي الولاتي، صاحب كتاب "فتح الشكور"، العلامة القاضي بن اعْلِي امَّمُّ ، من بين الشيوخ الستة المشهورين بالعلم والصلاح الذين تصدروا على يد شيخ الشيوخ الحسني، وهم :
- العلامة القاضي ابن اعْلِي امَّمُّ السباعي.
- العلامة محمذن ولد أبهم الإديچبي.
- العلامة القاضي المختار ولد أشفغ موسى اليعقوبي.
- العلامة محنض بن أحمد بن وديعة الله الحسني.
-العلامة مسكة بن بارك الله الباركي.
- العلامة حبيب الله بن غالي الديماني.
كما كان للقاضي بن اعلي امَّمُّو حضور في إفريقيا، ومن تلامذته محمد سوخو، الذي نشر الدين الإسلامي في غينيا وسعى لإقامة إمارة على طريقة الإمام ناصر الدين.
ويقول المؤرخ اللغوي الأديب أحمد محمود بن يداد الحسني عن مسادير شيخ الشيوخ الحسني:
كَذَا الْفَقِيهُ الْقَاضِي أَيْ نَجْلُ اعْلِ :: مَمُّ السِّبَاعِيُّ الشَّهِيرُ الْفَضْلِ
مَنْ بِأَنَاجِمَ ضَرِيـحُـهُ اسْتَقَرَّ :: مِنْ بَعْدِ صِيتٍ وَفَخَارٍ قَدْ بَهَرْ
و تكفي العلامة القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو، شهادة شيخه شيخ الشيوخ الفاضلي الحسني، حيث سُئل ذات مرة عن طلاب محظرته ، أيهم أفضل؟
فقال: في الفقه أفضلهم فلان، وأفضل منه ابن مم السباعي.
وفي النحو أفضلهم فلان وأفضل منه السباعي.
حتى عدد كل الفنون التي يدرسها في محظرته وفي كل فن منها يكون أفضل طلابه فيه القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو السباعي.
وقد أشاد الشيخ محمد المامي الباركي، بالعلامة الولي الصالح القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو السباعي، حين جاور قومه فنهلوا من علمه ، فقال في قصيدته "الدلفينية" مشيدا بعلمه المتقن الذي قصر المتقنون عن إدراكه:
والقاضى الاتقَى ابن اعلِ امّمُ جاورهم :: إتقانُه قصرت عنه الأتاقين
وقال الدكتور يحي بن البرا في “المجموعة الكبرى” عند ذكر المدارس الفقهية القديمة في هذا البلد: “مدرسة القاضي ابن اعْلِي امَّمُّو بن درميم (ت. ق . ١٢هـ/ ١٨م): فقيه كبير وقاض وشيخ محظرة من قبيلة أولاد بسباع (أولاد المومنه)، قضى عشرين سنة مع شيخ الشيوخ الحسني الفالي بن بوالفالي حتى تخرج عليه، وأسس محظرة كبيرة في منطقة الشمال الموريتاني، من أبرز من درس عليه فيها أتفغ الخطاط، وهو دفين أناجيم شمال ازويرات”.
كما ذكر الدكتور يحيى بن البرا، العلامة القاضي ابن اعْلِي امَّمُّ في أسانيد الفقه في المنتبذ القصي.
وتعود لشيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني مرورا بالقاضي ابن اعْلِي امَّمُّ السباعي، أغلب أسانيد رواية خليل بن إسحاق المالكي في بلاد شنقيط.
كما تعود للقاضي ابن اعْلِي امَّمُّ سلسلة إجازات كتب الحديث الستة التي غالبا ما تنتهي بشيخ الشيوخ الذي أخذ هذه المتون بمصر عن شيخه علي الأجهوري الذي يروي أكثر مروياته العلمية عن العلقمي عن جلال الدين السيوطي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني بثبت ابن حجر المشهور في كل الكتب.
وبهذا السند حدّث الشيخ محمد الحسن ولد الددو، قال:
حدثني جدي محمد عالي بن عبد الودود، عن يحظيه بن عبد الودود، عن محمد بن محمد سالم المجلسي، عن حامد بن عمر البرتلي، عن الفقيه الخطاط، عن القاضي بن علي ممُّ السباعي، عن شيخ الشيوخ الفاضل بن أبي الفاضل الحسني، عن علي الأجهوري، عن البرهان العلقمي عن شمس الدين محمد بن عبد الرحمن العلقمي، عن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، عن زكريا الأنصاري، عن الحافظ أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، عن إبراهيم التنوخي، عن أحمد بن أبي طالب الحجار، عن الحسين بن المبارك، عن عبد الأول بن عيسى السجْزي، عن عبد الرحمن بن محمد الداودي، عن عبد الله بن أحمد السرخسي، عن محمد بن يوسف بن مطر الفِرَبري، عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه البخاري الجعفي....ثم بسند كل حديث عن البخاري للنبي صلى الله عليه وسلم.
تخرج القاظي ولد اعلي ممو، والمختار ولد أشفغ موسى والعلامة مسكه ولد باركلل، في وقت واحد، وذهبوا على أقدامهم من محظرة شيخ الشيوخ الحسني، وعند مرورهم بانتفاشيت، وجدوا رجلا يسمى ألمين العتروسي، فأقراهم ولكنهم أبوا الطعام بحجة، فأفتاهم بالفطر، فقالوا له أمدرس أنت؟ فقال لهم ما يمنعكم إلا أن تأخذوا ألواحكم !
ويقول العلامة الشاعر محمد عبد الله بن البخاري بن الفلالي الباركي في كتابه “العمران”:
ومن الذين صحبهم أحمد مسكه جدنا من أهل العلم الظاهر القاضي بن اعل مم، بميمين، وكان من علماء الظاهر وأهل الخشية.
ويضيف ابن الفلالي في كتابه "العمران" في معرض كلامه عن مسكه بن بارك الله ما نصه: "ومن همته وطلبه للعلم أنه كان مع المختار بن أشفغ موسى العلم الشهير، فسمعا أن العتروسي العالم الشهير في الظاهر والباطن أتى لبلد قريب منهم، فقال مسكه للمختار: امض بنا إليه ليفيدنا، فقال المختار: لا أظنه يفيدنا بشيء ليس عندنا، فأبى مسكه إلا المسير إليه فلما أتياه وانتهى سلامهما عليه ناولهما طعاما فقالا إنا صائمان، فقال تطوعا قالا: نعم فقال: "كوالد وشيخ وإن لم يحلفا"، فقالا له: لست بشيخ لنا ولم نرك قبل الآن، فقال لهما: إن من كان أهلا لذلك يكون شيخا وإن لم تعرفه قبل ذلك، فأفادهما بهذه المسألة وكذلكم أراد مسكه..، والعتروسي هذا هو أول من حل إشكال ثلاث مسائل أو أربع من الشيخ خليل في هذه البلاد.
ويُعد ألمين العتروسي أعلم أهل زمانه وتوفي عند انتفاشيت، وكان هو أول من دفن فيها (عزري انتفاشيت).
وكان العلامة القاضي بن اعلي امَّمُّو رحمه الله من أهل الفضل والصلاح، ظاهر الكرامات والخوارق، منها: أنه كان أول من أشار بحفر البير المعروفة ببير (عظم أناجيم) في الشمال الغربي من المنتبذ القصي)، وكان محلها إذ ذاك مفارة لا ماء فيها، وأشار على من معه بذبح ثور عندها، والثور الكبير يطلق عليه في الصنهاجية (أناجيم)، فحفرت تلك البير وانفجرت بالماء، وصارت تعرف باسم (عظم أنا جيم) وتقع الآن قرب “كِديتْ اجّل”، وقد توفي بها رحمه الله حوالي (۱۱۲۰ هـ)، ودفن بها فصار قبره مزاراً شهيراً.
يقول العلامة الصالح عبد الله "النهاه" بن لمرابط سيدي محمود الحاجي، ذات زيارة لضريحه
أيا شيخنا القاضي إمام الأكابـر :: ويا قمرا مثواه بين القناطـر
نزورك للحاجات تقضى بأسرها :: وللدين والدنيا وجبر الخواطر
كامل الود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق