أهداني أحد الإخوة الأفاضل هذه الوثيقة النادرة، والتي تحمل تاريخ 1136هـ/1723م، والتي تشهد على وجود أبناء أبي السباع في تيشيت في هذا التاريخ. وهي من كتابة القاضي العدل والفقيه الثبت أبي بكر بن عيسى بن أبي هريرة القلاوي، ونصُّها: (الحمد لله، ليعلم الواقف عليه من قاض وغيره، أنّ الحاج محمد ابن علي بن الامام الغلاوي ثمّ السيداوي، حبس كتاب المدونة هذا؛ من كتاب الرّهوني إلى آخر الكتاب، على السيّد الفقيه الأجل، حبيبه في الله، الطالب عبد الرحمن السّباعي، القاطن بتيشيت، لوجه الله تعالى، حُبسا مؤبّدا، صحيحا، لازما، لا ثُلم فيه، وبه شهد عليه من أشهد، وعرّفه بحال كماله، لثمان خلون من ثاني ربيع، عام ستّة وثلاثين ومائة وألف، أسيرُ حوبه، ورهينُ كسبه، فقير مولاه، أبوبكر بن الحاج عيسى، لطف الله به، وبوالديه وما ولدوا، آمين).
ومعلوم أنَّ أبابكر بن الحاج عيسى القلاوي قد توفي سنة: 1146هـ/1733م. ومعلوم - كذلك - أنَّ شرفاء أبناء أبي السِّباع وصلوا إلى المنطقة في حقب متفاوتة.
وكان أوَّل الواصلين الدميسات (من أولاد اعمر) في العهد السعيدي - وربَّما اتجهوا شرقًا - بحكم نفوذ السعيديين في منطقة أژواد، كما اتجه بعضهم إلى الجنوب وعبروا النهر نحو السنغال.
والمرحلة اللاحقة كانت في عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي، والذي أجلاهم من ضواحي مراكش إلى منطقة السوس وأحوازها، وأوعز إلى قبائلها بمضايقتهم سنة: 1197هـ/1783م، ودفعهم إلى العمق الصحراوي.
هذا مع العلم أن هناك السباعيين السبعة؛ الذين استشهدوا في الساقية الحمراء على يد البرتغاليين مطلع القرن الـ 16م، وهم: محمد البگار (جدُّ أولاد البگار)، والذين يوجدون اليوم في إقليم شيشاوة بالمغرب، وإبراهيم بوعنگا (جدُّ أولاد بوعنگا)، ويوجدون في إقليم شيشاوة أيضا، وعيسى (والد أولاد عيسى)، ويوجدون في إقليم شيشاوة، وعبد المولى، (جدُّ أولاد عبد المولى)، والعباس، (جدُّ العبابسة)، في إقليم شيشاوة، ومحمد المختار ومحمد أگللّش، وقد نظمهم الشيخ سيدي أحمد العروسي بقوله:
جئنا بني السباع السبعة
ذوي الفضائل الكرام النبعة
سيّدنا الوالد عبد المولى
شقيقه العبّاس فهو أولى
عمُّهما محمد البقّارا
سليله محمد المختارا
وأخويه عيسى إبراهيما
ثمّ أكللّش محمد الكريما
والجار نعم الجار أحمد الأغر
وهو العروسي الذي قد اشتهر
والكل بالساقية الحمراء
فهم رجالها بلا امتراء
ويتوزّعون في المغرب وموريتانيا بين هذه الأصول (أولاد عمران، وأولاد اعمر، وأولاد النومر)، وجميع فصائلهم تعود إلى هذه الأصول الثلاثة، بحيث يضمُّ كلّ أصل العديد من الفصول.
#نقلا_عن_المهدي_ولد_محي_الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق