نسخة مطبوعة للإفاة.....
بسم الله الرحمن الحيم
الحمد لله الذي أنزل علينا: إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)النساء. والصلاة والسلام على من نزل عليه: وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا. ولما رفعت إلينا نازلة الخصمين وهما الشريفان من أبناء أبي السباع السالك بن محمد سكيه بها يعرف وابن عمه إبراهيم بن عبدالله بن الطالب اعل من جهة، وخصمهما سيدي إبراهيم بن محمد بوغنبور التيدراريني وأخوه موسى النائبين عن أبناء اعل ابناء عمهم من جهة أخرى، يتنازع الفريقان على أرض إمريكلي كلها ما يحرث منها وغيره، ودعوى كل واحد من الفريقين أنها ملكه، فادعى أبناء أبي السباع أنها ملكهم في دية من عند گندوز في فتنة وقعت بينهم، وادعى أبناء تيدرارين أنهم ملكوها بالعمارة نحو عشرين عاما قبل الفتنة السيبة. فلما ادلى كل واحد منهم بحجته أمعنت النظر في حججهما، فكلفت كلا منهما بالبينة على صدق ما ادعاه، فأتاني الشريفان مولاي إبراهيم وابن عمه المذكور بشهادة سيدي محمد بن اعل الفلالي وابن عمه الفقيه سيدي محمد البربوشي وهما ممن تقبل شهادتهما عندي ثم بشهادة الشيخ سيدي محمد الطنجي وابن عمه الشيخ سالم بن اعل الداوودي والشيخ عمر بن داوود كلهم من المسعودين، ثم شهادة علال بن محمد الموسى واعل وبن عمه الهيدي بن عبد الله ثم بشهادة السيد المقري الشنقيطي دارا التوبالي أصالة ثم بمنصور ابن اعل واخيه محمد الميريين أنهم يشهدون لله لا لغيره يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ويشهدون مع ذلك أن أرض إمريكي كانت ملكا لأبناء أبي السباعي أخذوها في دية من عند كندوز، وهي دية مولاي احمد بن سيدي إبراهيم نونو به عرف، ولا منازع ينازعهم، ولا معارض يعارضهم فيها، وهذا قبل شرهم مع المغافرة بسبع سنين وهو قبل الوباء الأول بسنتين، ثم أتوني بشهادة العتيق بن محمد الشمشاوي وابن عمه محمد حبيب الله ويعقوب بن اسحاق وأخيه باركالله، أنهم يشهدون أن أبناء أبي السباع أرض ملكهم من الساقية الحمراء إلى النخيلة المسماة بـ جيوه ملكوها قبل أن يملكها أحد ولا ينزلها غيرهم إلا بقية من گندوز وانهم هم الذين صرفوا النصارى منها ومن الساقية الحمراء، فسكنها ولي الله الشريف سيدي اعماره وبنى فيها الديار وغرس بها النخيل، ومات بها أبناء عمه مجاهدين في سبيل الله، والدليل على ذلك قصة ولي الله في مدحه لهم حين قتلهم الكافر الشمسعي. فلما وقع هذا أمرت بتزكية الشهود فزكوا عندنا، فكلفت بعد هذا كله سيدي إبراهيم بالبينة على صدق ما ادعى وتجريح الشهود فلم يأتني بقليل ولا كثير، وأعدت له أجلا بعد أجل فبلغت وتلومت له، أبقيت لك حجة تأتيني بها حاضرة أو غائبة بعيدة أو قريبة فقال: لا.
فلما وقع هذا ظهر لنا ولله ما اظهر وما اخفى أن دعوى سيدي إبراهيم بالعمارة باطلة وحجته داحضة بل عليه الغلة، لأن من المعلوم عند أهل الحرث أن دوام الحرث للأرض يضعف ثمارها كما قال بهرام، والأرض المستريحة، أعني أن من ترك أرضا كي تستريح ثمارها وقام الغير بحرثها فعليه الغلة قولا واحدا وأما قوله بالعمارة بين البادية التي لا قصور فيها وقليل ماءها فالعادة أنها لا تسكن إلا في زمن الخصب، وربما رحل عنها أهلها المالكون لها إلى بلد غيرها لمحلها وخصب غيرها، فيمكثون عنها سنين عديدة. فعمارة الغير لها باطلة ولا ضمان عليه في قطع الشجر لمصلحة إلا شجرة الظل، وحد بعضهم قيمة الشجر المظل بأن يقوم ما رجع عنه ظل العصر وهو وقت الانصراف من المقيل بأن يعطي قيمة ذا بالأرض وعليه الغلة كما قال آنفا. وأما البلد المتنازع فيه فهو ما صدق عليه اسم إمريكلي وهو بلد اعتبر ساحله البحر وحده شرقي حد الحرث المسمى من أردال إلى وركنات المعروفة بكور ول عمران وما حل حولها من العامر والغامر إلى البحر والشجر وغيره من ايكنين والعوسج وذا الشيح وغير الشيح وهذا هو امريكلي المعروف نسبته عندهم، وأما قول تشمشه فهو الذي عليه العمل. فبأن البلاد كلها من الساقية الحمراء إلى النخيلة المسماة بجيوه وشرق الجام آدرار إلى احغر وركنات بلاد للشرفاء السباعيين فبسبب هذا وظهور حكمت للشريفين مولاي إبراهيم وابن عمه السالك بن محمد سكي بثبوت ملكهم للبلدة المذكورة، ومن عارضهم فيها فهو ظالم، وحكمة ببطلان دعوى غيرهم إلا حفرة القضب التي بينها وبين الجريفية، فقد استثنيت من البيع المذكور وهو قول بعض الشهود المذكورين حكما لازما ابرمته وأوجبت العمل بمقتضاه، وسجلته في غرة رمضان من عام 1004هـ
عبد ربه اطوير الجنة الإدوالحاجي
---------------------------------------------
نسخة مهداة للشريف عبد الودود بن عبد الوهاب ابن الحاج أحمد
بتاريخ 10 رجب 1239هـ نقلا عن النسخة الأصلية بخط
صاحبها اطوير الجنة الإدولحاجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق