الصورة لوثيقة نادرة عن نموذج من المراسلات القبلية في هذه الوثيقة التي كتبها القاضي محمد سيدين ولد برو رحمه الله إشارة واضحة لنماذج من المراسلات بين اهل الشوكة وسبب هذه المراسلة هو الحرب التي كانت بين اولاد عمني واولاد بسباع وانتهت سنة 1903م بعد ان قتل احمد ولد المختار ولد عيده في الساحل وكانت تحته فرس من عتاق الخيل وهي رمز الإمارة لعل هذه المراسلات كانت في بداية سنة 1905م بعد انتهاء الحرب بين اولاد غيلان والركيبات وفيها يطلب زعمائهم من اولاد بسباع ارجاع الفرس وهذا ماسيتحقق في نفس العام .
عن جماعة أبناء غيلان أعني سيد حرم بن اخطير وامحمد بن بوبوط واعلي بن امحمد بن اديك الى جماعة الشرفاء الأخيار اهل العز والكرم الكبار اعني ابناء ابي السباع سلام اسنى وتحية حسنى الموجب انهم مازالوا وأياكم على العهد والود والمسالمة ورعي المودة وعسى ان تكون كذلك ومانقموا عليكم إلا نهبكم خيل أهل عثمان فإنما يلحقاهل عثمان من الوهن والصغار يلحقهم فإنهم اهل بيتهم الكبير الذي يناضلون دونه من رامه من قريب وبعيد فلاعطر بعد عروس ولانحبا بعد بوس فإن كنتم كما يظنون فيكم من رعي الخواطر بينكم معهم ففرس اهل عثمان هي الغاية القصوى عندهم فيكم فإن قتل الأنفس يبرءه السلم ولاكذلك تفويت مدرك اهل عثمان فإن أمره عظيم في الحديث والقديم فمدرك اهل عثمان تقو به ببعد القريب ويغر قلب الصديق اللبيب ويحتمي له من يحتم لموت الرجال وها انا انصح لكم واستدل لكم ببيت الشاعر المجيد:
وَكُن مَعقِلاً لِلحِلمِ واصفَح عَن الخَنى
فإِنَّكَ راءٍ ما حَييتَ وَسامِعُ
وأَحبِب إِذا أَحبَبتَ حُبّاً مُقارِباً
فإِنَّكَ لا تَدري مَتى أَنتَ نازِعُ
وأَبغَض إِذا أَبغَضتَ بَغضاً مُقارِباً
فإِنَكَ لا تَدري مَتى أَنتَ راجِعُ
ثم يا اخواني اوصيكم ان تتركوا الأصلح موضعا فكل شيء يفوت ولابد من الصلح بين اهل الحروب ولو وقع ماوقع والسلام.
وكتب محمد سيدين بن احمد بن برو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق