الاثنين، 13 يناير 2025

يناير 2منقول

 




الجذور الحقيقية التاريخية لإحتفال النّاير أو الينّير

 (Les origines d'Ennayer/Yennayer) :


النّاير/ينّار/ يناير/الينّير تسميات أصلها من الكلمة اللّاتينية (الرومانية) يانواريوس IANUARIUS نسبة إلى يانوس IANUS إله البدايات و النهايات في الديانة الوثنية الرومانية القديمة) أطلقوها على الشهر الأول من التقويم الشمسي الروماني. 

 

كان الأندلسيون يحتفلون بالينّير (النّاير) منذ العهد الأموي بالأندلس، وفيه تُصنع مختلف أطباق الحلوى ويتبادل الناس الهدايا ويُعطل العمل. 

وكانوا يحتفلون بهذه المناسبة في اليوم السابع من ولادة المسيح واليوم الموالي له وهو الأول من شهر يناير، غير أنهم سمّوه "النيروز" وهي كلمة فارسية تعني رأس السنة الشمسية عند الفرس المصادف ليوم 21 مارس. أما في برّ العدوة فيسمّى هذا اليوم بـ "الينّير".


وظل الأندلسيون و المغاربة يحتفلون بهذه المناسبة رغم تحذير فقهاء المالكية وتحريمهم مشاركة المسلمين المسيحيين أفراحهم. 

وبعد سقوط الأندلس اقتصر "الينّير" على المناطق الشمالية للمغرب الأقصى والغرب الجزائري، الذي أصبح يسمّى "النّايرْ"،

وبقي مجهولا في بقية مناطق الجزائر وخاصة سكان الجبال من "الشلوح" الذين عرفوه لأول مرة في السبعينيات من القرن العشرين.

كما اشتهر الناس في هذا اليوم بأكلة "الشرشم" المتكون من البقول و القمح و حساء مكوّن بسبعة أنواع من الخضروات. 


وكانوا يحتفلون بهذه المناسبة حسب التقويم

اليوليوسي (Calendrier Julien) الشمسي الروماني القديم.


ولما دخل الإحتلال الفرنسي الجزائر وطبّقت سلطاته رسميا التقويم الغريغوري (Calendrier Grégorien) في البلاد لأول مرة، لاحظ أهل الغرب الجزائري أن رأس السنة الأول يناير Janvier الجديد قد تقدم بـ 12 يوما (وكان ذلك موافقا ليوم 19 دجنبر (ديسمبر) من التقويم الروماني القديم)، لذا لم يحتفلوا حسب التقويم الروماني الجديد (المطبق في أوروبا منذ سنة 1582م والذي أضاف عشرة أيام تصحيحا لدورة السنة الشمسية) و أسموه ب "رأس عام النصارى"، بل انتظروا حتى قدوم يوم 12 يناير Janvier الجديد وكانت الفرصة مواتية لمخالفة الاستعمار والتبرك بيوم 12 وهو مولد الرسول الأعظم و أسموه ب "رأس عام العرب" تمييزا له عن النصراني. 

أما أهل المغرب-الأقصى فيحتفلون يوم 13 من يناير الجديد، لأنه في الوقت الذي بدأوا يطبّقون فيه التقويم الجديد كان التقويم القديم قد تأخر بـ 13 يوما وذلك ابتداء من شهر مارس 1900م، (أما حاليا فالفاتح من يناير بالتقويم القديم يوافق يوم 14 Janvier يناير بالتقويم الحديث). 


لقد ارتبط "النّاير" بالمجتمع الريفي الزراعي، غير أنه ليس بداية السنة الفلاحية التي تبدأ عند اعتدال فصل الخريف كما هو معروف في النيروز عند الأقباط والمهرجان عند الفرس، وإنما هو الاحتفال برأس السنة الميلادية كما هو الحال عند المسيحيين، غير أن المغاربة جعلوا منه احتفالا بمحصول الخريف من مكسرات وتمر وفواكه مجففة، وذلك حتى يخالفوا النصارى.


 و"النّاير" لا علاقة له بالوثنية مطلقا كما يعتقد بعض المتعصبين الذين يتخذون من التراث اللامادي وسيلة لمحاربة العروبة والإسلام.


 وقد تعوّد الأندلسيون أن يحتفلوا بأعياد النصارى على طريقتهم، ومن هذه الأعياد يوم العنصرة أو المهرجان في 24 يونيو (جوان)، وهو عيد جني ثمار الصيف. 


وفي أواخر الحكم الإسلامي في الأندلس مال الزجل إلى المدائح الدينية والتغنّي بالمناسبات كالمولد النبوي وعيد يناير أو "الينّير".


 أما القصائد و الأشعار التي طرقت باب "الينّير" فقد ظهرت في بلاد الأندلس منذ عصر إمام الزجالين أبي بكر بن قزمان القرطبي في القرن 12 الميلادي، ومن ذلك قوله في هذه المناسبة :


الحلــوانْ يُعجــنْ والغــزلانْ تبــاعْ

يفـــرحْ للينّيَـــرْ مــن مــاع قطــاعْ

لقــد ذا النصــباتْ اشـــكالا مِـــلاحْ

وفيــــه بــــاالله للعـــين انشـــراحْ

ومــن لــسْ مــاع أولاد اســـــتراحْ

إلا مـــن يـــدري فالحـــالْ اتســـاعْ

ترتيــبْ الأثمــارْ هــوْ شــيّا غريــبْ

اللـوزْ والقسـطالْ والتمــرْ العجيــبْ

والجَوزْ والبلـوط والتــينْ والزبيــبْ

تشــتيتا منظــومْ تفريــقْ اجتمــاعْ

 

جلوْزْ عين الثـورْ شـــيئا ملهـــوي

ينقرْ لك فالبـابْ نقـــراً مســـتوي

يصــدّعْ راســكْ فـــذاكَ الـــدّوي

ورزقْ الجلــــوزْ فــي ذاك الصــداعْ

كـــأنّ المَيْـــدا دارْ فيهــــا زواجْ

والحلــونْ فيهــا عـــروسْ بتـــاجْ

والتـينْ والبلـوط الصــوفْ والــدّباجْ

نقـــيم الألـــوانْ مقـــام الصـــناعْ

والنــرنجْ احبــابْ إذا اتعــــــــدلوا

واللــيمْ دفافــاتْ إذا ولولــــــــوا

وإن كان ثم دَوْم أو قصـــبًا حلـــو

فلـسْ لـو تشـبيهْ إلا بالشـــــــماعْ

اتحكّــــم بــــاالله ذهنـــي وانطبـــعْ

وسُــقت الأســحارْ وسُـــقت البـــدعْ

ولا شــــــكّ انُّ شـــيئا مختـــرعْ

فـانظرْ مــا أحــلا هـــذا الاختـــراعْ

تــرى مــا ســمّيتْ ومــا قلــتُ فيــهْ

إنْ كـــانْ لـــسْ بمــــا نشــــتريهْ

فـــابنْ حمـــدينْ يجمعنـــي بيـــهْ

على أفضـلْ حـالْ وخيـــر انطبـــاعْ

أبـــو عبـــد االله مــا أشــهرْ عُــلاكْ

وأنقــى عرضــكْ واطيـــبْ ثنـــاكْ

عِوضْ من ولـدكْ نريــدْ ان نــراكْ

تــــردْ الحــــ َّل لصَــحْب المتــاع


 - ديوان إبن قزمان القرطبي -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق