الموريون
المور والجمع الموريون، بالإسبانية (موروس: Moros) بالإنجليزية (مورس: Moors) بالفرنسية (مور: Maures) هو مصطلح في اللغات الاوروبية، شاع إستعماله في وصف عرب الأندلس بشكل خاص بداية ثم أطلق على المسلمين عامة فيما بعد، يقول المؤرخ الإنجليزي ستانلي لي بول في كتابه «The Story of the Moors in Spain – الصفحة 13» : "يتم استخدام كلمة مور بشكل ملائم للدلالة على العرب والمسلمين الآخرين في إسبانيا."
ويقول الجغرافي والمؤرخ والرحالة والجراح والجيولوجي ويليام فرانسيس أينسوورث (William Francis Ainsworth)، في كتابه (All Round The World)، المنشور سنة 1875م، حول المور : " المور هم أحفاد أولئك الذين طردوا من إسبانيا عندما ثم غزو غرناطة من قبل فرديناند وإيزابيلا…، والمور مثل العرب، ينتمون إلى المشرق العربي في الأصل ".
أما الموسوعة الإنجليزية «The English Cyclopaedia» المنشورة سنة 1866م، فقد ورد فيها عن معنى المور : " لقد استخدم اسم مورو في أوروبا بالمعنى العام ويعني العرب الأفارقة ".
وسنتطرق في مقالنا هذا للسياق التاريخي لمصطلح المور في الأندلس، وبيان اللبس الذي يشوبه عند خلطه بمصطلح ماوروسي القديم لسكان مملكة موريطينية.
المور في الأندلس
أطلق على العرب في الأندلس في اخر مراحل حكمهم لقب المور وهو لقب قدحي يعني الكافر أو السارق، وشاع استعمال هذا المصطلح بكثرة عند الإسبان عند وصفهم للعرب، يقول مارتين كاريو (1576م) في الكتاب الثالث من "حوليات ومذكرات كرونولوجية" (Annales y Memorias Cronologicas)، عن المور وأصلهم :
" إن المور يُدعَون أيضا «العرب»، وذلك لأنهم اتوا من الجزيرة العربية".
وفي نفس السياق يقول بيدرو ميكسيا 1497م (Pero Mexía)، العالم الإنساني والفيلسوف، أحد أشهر مؤرخي الإسبان في عصر النهضة الإسبانية، عن أصل المور وهو الذي عاش بينهم وعاصر سقوط حكمهم : " في غضون سنوات قليلة، كانت أقل من أربع سنوات حسب حسابي، قوة إيمانهم جعلتهم أسيادًا لكل شيء يدافع عنه من مصر إلى مقاطعة موريتانيا، تينجنتينا، سبتة، طنجة، أصيلة..، وهم يسمون ماوروس، أو المور، وأيضا العرب، لأنهم أتوا من شبه الجزيرة العربية ".
أما المؤرخ واللغوي القشتالي الإسباني برناندو ألديرتي (1560م)، فيقول عن معنى إسم مورو وعلى أي شعب يطلق في الأندلس : " نسميهم باسم موروس، لكونهم من طبيعة عربية ".
ونجد المؤرخ الإسباني دييغو دي هايدو (1555-1613م)، يصف أحد القياد العرب بالموري فيقول : " كان من أمة مورية، أو عربية، ولد في الإسكندرية بمصر، وكان اسمه أمات ".
وبالتالي من خلال ما سلف ذكره من مراجع إفرنجية قشتالية، معاصرة لحقبة الأندلس يتبين أن السياق التاريخي لتسمية المور في الأندلس مرتبط بالعرب وليس بمملكة موريطينية القديمة، فالمور في الأندلس هم العرب خاصة والمحمديون عامة وليس سكان مملكة موريطينية الرومانية.
المور في شمال إفريقيا
قد يخلط البعض بين المور العرب في الأندلس والموروسي السكان الأصليين لمملكة موريطينية، لكن لا علاقة بين الإسمين والشعبين بل هناك تشابه محرف لا أكثر، كما أن سكان مملكة موريطينية الموروسي شعب بائد، لم يبقى منه إلا القليل المعدود، عند قدوم العرب الفاتحين، يقول المؤرخ الروماني بليني الأكبر : " يبلغ طول مقاطعة تنجيتانا 170 ميلاً . من بين الأمم في هذه المقاطعة، كانت الرئيسية هي قبيلة الموري، وقد أطلق عليها العديد من الكتاب الموروسي. لقد أضعفت كوارث الحرب هذه الأمة إلى حد كبير ، وتضاءلت الآن في عدد قليل من العائلات فقط ".
وبالتالي فبليني الأكبر تكلم عن إنقراض الموروسي قبل العرب بقرون فهو تولى حكم ولاية إفريقية في 40م، أي قبل الفتح العربي ب600 سنة، وقبل الغزو الوندالي ب300 سنة، ومعلوم أن الوندال كانوا برابر همجيين أبادوا وأحرقوا الأخضر واليابس في طريقهم، فحتى القلة التي بقيت من الموروسي لم تسلم منهم، جاء في الموسوعة الإنجليزية المجلد الأول، (The English Cyclopaedia, Part 1, Volume 1) ص879: "في عهد هونوريوس الوندال الذين إستقروا في جنوب إسبانيا، غزوا شمال إفريقيا سنة 428م بدعوة ملكهم جنسريق، بدعم من الكونت بونيفاس الروماني، فقاموا بأفضع الأعمال الوحشية، وطهروا البلاد من سكانها السابقين ".
وعليه فمن غير المنطق ربط تسمية وشعب الموروسي القديم بالمورو العرب في الأندلس أو البربر كذلك لأنه شعب منقرض منذ القدم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق