طارق بن زياد الصائدي العربي أحد أعظم القادة الذين كان لهم الفضل في فتح بلاد الأنداس
يعد طارق بن زياد الصّائِدِيُّ العربي من أهم الشخصيات الإسلامية لما كان له من دور في نشر الإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية، وقد تباينت الروايات التاريخية حول أصل هذه الشخصية بين من يقول عربية، وبعض يقول بربرية، ويبقى الراجح الرأي الأول كما أجمع المؤرخون القدامى وهذا ما سنوضحه في هذا المقال.
أولا : قول المؤرخين المسلمين
إن أول مؤرخ ذكر طارق بن زياد العربي هو الواقدي (747-823م)، وقد ذكره ب “عامل موسى بن نصير“، وموسى بن نصير لم يكن ليعين عامله من غير العرب والمعروف أن قاعدة بني أمية عدم ولاية العجم على المسلميين، والواقدي كان بينه وبين طارق بن زياد 27 سنة فقط مما يجعله معاصر الحقبة المعنية.
بعد الواقدي نجد إبن عبد الحكم (803-870م)، الذي ذكر طارق وهو يرجع إلى نسبه في قوله: “طارق بن زياد بن عمرو”، فإن أباه زياد بن عمرو من بني الصائد إحدى بطون قبيلة همدان العربية، حيث ينتسب إليها جده ثمامة الصائدي، واسمه زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله الصائدي، وبرأيه معروف أن صدف وبني الصائد هم من همدان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ. (ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص. ص 392 – 395، 475 – 476).
وإبن عبد الحكم هذا لم تكن بينه وبين طارق سوى 80 سنة أي أنه قد عاصر أيظا بعض جنود الفتح وعاصر أبنائهم وتناقل الروايات الشفهية عنهم، وللعلم هذا المرجع ثم نبده كي يعتبر الإدريسي، أول من كتب عن طارق مما يجعل العديد من المؤرخين الغرب يسيرون على قول الإدريسي، بينما في الحقيقة الإدريسي بينه وبين إبن الحكم 229 سنة، أما إبن عذاري صاحب النسب الطويل فبينه وبين إبن عبد الحكم 500 سنة مما يجعل نسبه باطلا ومحض خيال فلا يعلم الغيب كي يكتب بعد مرور خمسمائة سنة نسبا طويلا لم يذكر له وجود قبله، وهؤلاء أول وأبرز من أعطوا لطارق نسبا بربريا.
بعد إبن عبد الحكم نجد البلاذري (820-892م) الذي أحال على عروبة طارق نقلا عن الواقدي وقال أنه عامل موسى بن نصير. أما إبن الأثير (1160-1233م)، فيرجع نسبه لقبيلة الصدف فيقول في كتاب ” الكامل في التاريخ” ج4 :
وإستعمل على طنجة مولاه طارق بن زياد ويقال : إنه صدفي، وجعل معه جيشاً كثيفاً “.
الكامل في التاريخ 1-11، الجزء الرابع، الصفحة 252.
أما شمس الدين الذهبي (1274-1348م)، فيقول ذاكرا طارق في معرض حديثه عن فتح الأندلس :
“… مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ، فَسَارَ إِلَى طَنْجَةَ وَقَدِمَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الصَّدَفِيُّ مَوْلاهُمُ الَّذِي افْتَتَحَ الأَنْدَلُسَ… “.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 مع فهارس ج2، ص507.
طارق بن زياد الصّائِدِيُّ عروبة النسب ودلائل الأثر
التاريخ العربي آخر تحديث:2023-09-30 4831
tarik-ibn-ziyad-the-arab طارق بن زياد
الصّائِدِيُّ عروبة النسب ودلائل الأثر
يعد طارق بن زياد الصّائِدِيُّ من أهم الشخصيات الإسلامية لما كان له من دور في نشر الإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية، وقد تباينت الروايات التاريخية حول أصل هذه الشخصية بين من يقول عربية، وبعض يقول بربرية، ويبقى الراجح الرأي الأول كما أجمع المؤرخون القدامى وهذا ما سنوضحه في هذا المقال.
أولا : قول المؤرخين المسلمين
إن أول مؤرخ ذكر طارق بن زياد العربي هو الواقدي (747-823م)، وقد ذكره ب “عامل موسى بن نصير“، وموسى بن نصير لم يكن ليعين عامله من غير العرب والمعروف أن قاعدة بني أمية عدم ولاية العجم على المسلميين، والواقدي كان بينه وبين طارق بن زياد 27 سنة فقط مما يجعله معاصر الحقبة المعنية.
بعد الواقدي نجد إبن عبد الحكم (803-870م)، الذي ذكر طارق وهو يرجع إلى نسبه في قوله: “طارق بن زياد بن عمرو”، فإن أباه زياد بن عمرو من بني الصائد إحدى بطون قبيلة همدان العربية، حيث ينتسب إليها جده ثمامة الصائدي، واسمه زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله الصائدي، وبرأيه معروف أن صدف وبني الصائد هم من همدان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ. (ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص. ص 392 – 395، 475 – 476).
وإبن عبد الحكم هذا لم تكن بينه وبين طارق سوى 80 سنة أي أنه قد عاصر أيظا بعض جنود الفتح وعاصر أبنائهم وتناقل الروايات الشفهية عنهم، وللعلم هذا المرجع ثم نبده كي يعتبر الإدريسي، أول من كتب عن طارق مما يجعل العديد من المؤرخين الغرب يسيرون على قول الإدريسي، بينما في الحقيقة الإدريسي بينه وبين إبن الحكم 229 سنة، أما إبن عذاري صاحب النسب الطويل فبينه وبين إبن عبد الحكم 500 سنة مما يجعل نسبه باطلا ومحض خيال فلا يعلم الغيب كي يكتب بعد مرور خمسمائة سنة نسبا طويلا لم يذكر له وجود قبله، وهؤلاء أول وأبرز من أعطوا لطارق نسبا بربريا.
بعد إبن عبد الحكم نجد البلاذري (820-892م) الذي أحال على عروبة طارق نقلا عن الواقدي وقال أنه عامل موسى بن نصير. أما إبن الأثير (1160-1233م)، فيرجع نسبه لقبيلة الصدف فيقول في كتاب ” الكامل في التاريخ” ج4 :
.
” وإستعمل على طنجة مولاه طارق بن زياد ويقال : إنه صدفي، وجعل معه جيشاً كثيفاً “.
الكامل في التاريخ 1-11، الجزء الرابع، الصفحة 252.
أما شمس الدين الذهبي (1274-1348م)، فيقول ذاكرا طارق في معرض حديثه عن فتح الأندلس :
.
“… مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ، فَسَارَ إِلَى طَنْجَةَ وَقَدِمَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الصَّدَفِيُّ مَوْلاهُمُ الَّذِي افْتَتَحَ الأَنْدَلُسَ… “.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 مع فهارس ج2، ص507.
وبالتالي كلاهم يرجعون نسبه لقبيلة الصدف الحضرمية. وهو نفس القول الذي قال به أيظا إبن عساكر (1105-1176م)، وإبن خلكان (1211-1282م)، وإبن تغري (1410-1470م)، فكلهم ذكرو طارق بعبارة : “طارق بن زياد الصدفي”. وعلى نفس المنوال ذهب، المقري التلمساني (1577-1632)، نقلا عن الرَّازِيّ (865-925م)، فأرجعه لقبيلة همدان العربية وهي قبيلة يمنية أيضا، والمعلوم أن جيوش الفتح الإسلامي مع بني أمية، كانت مليئة بعرب اليمن.
وكذالك إبن بشكوال (1101-1183م)، ” ورد في نفح الطيب “، يأخد بقول إبن عبد الحكم ويطلق عليه “طارق بن عمرو “. وبه قال الحميدي (1029-1095م)، تلميذ الإمام إبن حزم الأندلسي، في كتابه ” جدوة المقتبس”، وكذالك قال إبن عميرة الضبي (1203م)، في ” بغية الملتمس “، فكلهم يرجعون نسبه لبني الصائد من همدان.
وإلى جانب السالف، نجد إبن خلدون (1332-1406م)، يرجع نسب طارق لبني ليث من كنانة فيذكره في معرض حديثه عن ظروف فتح الأندلس، بعبارة طارق بن زياد الليثي (ابن خلدون، ج4، ص 188). وبهذا قال أيظا صاحب الإستقصا، أحمد بن خالد الناصيري (1835-1897م).
بعد ذكرنا أهم المراجع التي أحالت على أصول طارق بن زياد نجد أن أغلب المؤرخين القدامى، أحالوا على عروبته مع الإختلاف في النسب القبلي لا أكثر، وبهذا نقول ومن خلال ما ذهب له أغلبية المؤرخون المسلميين خلاصة، أنه من قبيلة همدان العربية، فكان هو وموسى بن نصير من نفس البلد وهو اليمن ولهذا عاملهما الخليفة نفس المعاملة، وفي هذا يقول سيد أمير علي في كتاب (مختصر تاريخ العرب)، ص113
الذي يبدو أنه من المستحيل علينا الآن أن نفسر المعاملة التي عومل بها موسى وطارق فاتحا الأندلس من جانب سليمان، ذلك أنها معاً من أصل يماني وكانا متمتعين بثقة الوليد، ولكن سليمان أساء معاملة هذين القائدين العظيمين، فماتا فقيرين معدمين، مما سيبقى وصمة في جبينه أبد الدهر ».
كتاب “كواكب يمنية في سماء الإسلام” ، ص 201.
ونقدم هنا جدول توضيحي حول الأصول العربية التي قال بها المؤرخون، حسب كل واحد منهم :
المؤرخون النسب الذي قدموا لطارق
إبن عبد الحكم (803-870م) بني الصائد من همدان
الرَّازِيّ (864-923م) قبيلة همدان
الحميدي (1029-1095م) قبيلة همدان
إبن بشكوال (1101-1183م) قبيلة همدان
إبن عساكر (1105-1176م) قبيلة الصدف
إبن الأثير (1160-1233م) قبيلة الصدف
إبن عميرة الضبي (1203م) قبيلة همدان
إبن خلكان (1211-1282م) قبيلة الصدف
شمس الدين الذهبي (1274-1348م) قبيلة الصدف
إبن خلدون (1332-1406م) بني ليث من كنانة
إبن تغري (1410-1470م) قبيلة الصدف
المقري التلمساني (1577-1632م) قبيلة همدان
أحمد الناصيري (1835-1897م) بني ليث من كنانة
ثانيا : قول الموسوعات الأجنبية
بعد ذكرنا للمراجع العربية القديمة حول طارق بن زياد الصّائِدِيُّ، نخص في فقرة موجزة أهم المراجع الأجنبية التي أجزمت على عروبة طارق بن زياد، وسنقتصر على ثلاث موسوعات وازنة، فكما هو معلوم الموسوعة تكون أكثر دقة وتلخيصا من المراجع الفردية الحرة.
أولا : الموسوعة_الإنجليزية العالمية فقد ذكرته ب ”العربي طارق بن زياد الذي أخد إسمه جبل طارق” . (The English Cyclopedia, Partie 1,Volume 1 p421).
ثانيا : موسوعة كامبردج الإسلامية الأمريكية قد أكدت هي الأخرى أصول طارق العربية سيرا على ما قاله المؤرخ الإيطالي باولو جيوفيو الذي قال أنه مولى عربي معتق . (موسوعة كامبريدج الإسلاميَّة ، ج2 ، ص 439) .
ثالثا : بالرجوع للموسوعة البريطانية لنشر المعرفة المفيدة (Penny Cyclopaedia of the Society for the Diffusion of Useful …, Volumes 1 à 2 p217) فقد جاء فيها :
كتاب كيمياء الأغذية
رسالة لكل من يحارب اللغة العربية
بهدف الحفاظ على هوية المغاربة وخصوصيتهم الثقافية والحضارية تم إطلاق المنصة العربية تحت شعار: لا للتدريس بالفرنسية، لا للتدريس بالإنجليزية، ونعم لتدريس كل العلوم باللغة العربية حصرا أحصل على تطبيق المنصة العربية للهواتف من Google Play أحصل على تطبيق المنصة العربية للهواتف من Google Play
تاريخ وأحداث
طارق بن زياد الصّائِدِيُّ عروبة النسب ودلائل الأثر
tarik-ibn-ziyad-the-arab طارق بن زياد الصّائِدِيُّ عروبة النسب ودلائل الأثر
يعد طارق بن زياد الصّائِدِيُّ من أهم الشخصيات الإسلامية لما كان له من دور في نشر الإسلام في شبه الجزيرة الإيبيرية، وقد تباينت الروايات التاريخية حول أصل هذه الشخصية بين من يقول عربية، وبعض يقول بربرية، ويبقى الراجح الرأي الأول كما أجمع المؤرخون القدامى وهذا ما سنوضحه في هذا المقال.
أولا : قول المؤرخين المسلمين
إن أول مؤرخ ذكر طارق بن زياد العربي هو الواقدي (747-823م)، وقد ذكره ب “عامل موسى بن نصير“، وموسى بن نصير لم يكن ليعين عامله من غير العرب والمعروف أن قاعدة بني أمية عدم ولاية العجم على المسلميين، والواقدي كان بينه وبين طارق بن زياد 27 سنة فقط مما يجعله معاصر الحقبة المعنية.
بعد الواقدي نجد إبن عبد الحكم (803-870م)، الذي ذكر طارق وهو يرجع إلى نسبه في قوله: “طارق بن زياد بن عمرو”، فإن أباه زياد بن عمرو من بني الصائد إحدى بطون قبيلة همدان العربية، حيث ينتسب إليها جده ثمامة الصائدي، واسمه زياد بن عمرو بن عريب بن حنظلة بن دارم بن عبد الله الصائدي، وبرأيه معروف أن صدف وبني الصائد هم من همدان بن مالك بن زيد بن أوسله بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان ابن سبأ. (ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص. ص 392 – 395، 475 – 476).
وإبن عبد الحكم هذا لم تكن بينه وبين طارق سوى 80 سنة أي أنه قد عاصر أيظا بعض جنود الفتح وعاصر أبنائهم وتناقل الروايات الشفهية عنهم، وللعلم هذا المرجع ثم نبده كي يعتبر الإدريسي، أول من كتب عن طارق مما يجعل العديد من المؤرخين الغرب يسيرون على قول الإدريسي، بينما في الحقيقة الإدريسي بينه وبين إبن الحكم 229 سنة، أما إبن عذاري صاحب النسب الطويل فبينه وبين إبن عبد الحكم 500 سنة مما يجعل نسبه باطلا ومحض خيال فلا يعلم الغيب كي يكتب بعد مرور خمسمائة سنة نسبا طويلا لم يذكر له وجود قبله، وهؤلاء أول وأبرز من أعطوا لطارق نسبا بربريا.
بعد إبن عبد الحكم نجد البلاذري (820-892م) الذي أحال على عروبة طارق نقلا عن الواقدي وقال أنه عامل موسى بن نصير. أما إبن الأثير (1160-1233م)، فيرجع نسبه لقبيلة الصدف فيقول في كتاب ” الكامل في التاريخ” ج4 :
.
” وإستعمل على طنجة مولاه طارق بن زياد ويقال : إنه صدفي، وجعل معه جيشاً كثيفاً “
أما شمس الدين الذهبي (1274-1348م)، فيقول ذاكرا طارق في معرض حديثه عن فتح الأندلس :
“… مُوسَى بْنُ نُصَيْرٍ اللَّخْمِيُّ، فَسَارَ إِلَى طَنْجَةَ وَقَدِمَ عَلَى مُقَدِّمَتِهِ طَارِقُ بْنُ زِيَادٍ الصَّدَفِيُّ مَوْلاهُمُ الَّذِي افْتَتَحَ الأَنْدَلُسَ… “.
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 مع فهارس ج2، ص507.
وبالتالي كلاهم يرجعون نسبه لقبيلة الصدف الحضرمية. وهو نفس القول الذي قال به أيظا إبن عساكر (1105-1176م)، وإبن خلكان (1211-1282م)، وإبن تغري (1410-1470م)، فكلهم ذكرو طارق بعبارة : “طارق بن زياد الصدفي”. وعلى نفس المنوال ذهب، المقري التلمساني (1577-1632)، نقلا عن الرَّازِيّ (865-925م)، فأرجعه لقبيلة همدان العربية وهي قبيلة يمنية أيضا، والمعلوم أن جيوش الفتح الإسلامي مع بني أمية، كانت مليئة بعرب اليمن.
وكذالك إبن بشكوال (1101-1183م)، ” ورد في نفح الطيب “، يأخد بقول إبن عبد الحكم ويطلق عليه “طارق بن عمرو “. وبه قال الحميدي (1029-1095م)، تلميذ الإمام إبن حزم الأندلسي، في كتابه ” جدوة المقتبس”، وكذالك قال إبن عميرة الضبي (1203م)، في ” بغية الملتمس “، فكلهم يرجعون نسبه لبني الصائد من همدان.
وإلى جانب السالف، نجد إبن خلدون (1332-1406م)، يرجع نسب طارق لبني ليث من كنانة فيذكره في معرض حديثه عن ظروف فتح الأندلس، بعبارة طارق بن زياد الليثي (ابن خلدون، ج4، ص 188). وبهذا قال أيظا صاحب الإستقصا، أحمد بن خالد الناصيري (1835-1897م).
بعد ذكرنا أهم المراجع التي أحالت على أصول طارق بن زياد نجد أن أغلب المؤرخين القدامى، أحالوا على عروبته مع الإختلاف في النسب القبلي لا أكثر، وبهذا نقول ومن خلال ما ذهب له أغلبية المؤرخون المسلميين خلاصة، أنه من قبيلة همدان العربية، فكان هو وموسى بن نصير من نفس البلد وهو اليمن ولهذا عاملهما الخليفة نفس المعاملة، وفي هذا يقول سيد أمير علي في كتاب (مختصر تاريخ العرب)، ص113 :
“الذي يبدو أنه من المستحيل علينا الآن أن نفسر المعاملة التي عومل بها موسى وطارق فاتحا الأندلس من جانب سليمان، ذلك أنها معاً من أصل يماني وكانا متمتعين بثقة الوليد، ولكن سليمان أساء معاملة هذين القائدين العظيمين، فماتا فقيرين معدمين، مما سيبقى وصمة في جبينه أبد الدهر ».
كتاب “كواكب يمنية في سماء الإسلام” ، ص 201.
ونقدم هنا جدول توضيحي حول الأصول العربية التي قال بها المؤرخون، حسب كل واحد منهم :
المؤرخون النسب الذي قدموا لطارق عروبته
إبن عبد الحكم (803-870م) بني الصائد من همدان
الرَّازِيّ (864-923م) قبيلة همدان
الحميدي (1029-1095م) قبيلة همدان
إبن بشكوال (1101-1183م) قبيلة همدان
إبن عساكر (1105-1176م) قبيلة الصدف
إبن الأثير (1160-1233م) قبيلة الصدف
إبن عميرة الضبي (1203م) قبيلة همدان
إبن خلكان (1211-1282م) قبيلة الصدف
شمس الدين الذهبي (1274-1348م) قبيلة الصدف
إبن خلدون (1332-1406م) بني ليث من كنانة
إبن تغري (1410-1470م) قبيلة الصدف
المقري التلمساني (1577-1632م) قبيلة همدان
أحمد الناصيري (1835-1897م) بني ليث من كنانة
أما بالنسبة لمجموع المؤرخين الذين أحالو على أصل طارق نذكر :
المؤرخون الذي قالو بعروبة طارق المؤرخون
الواقدي (747-823م) الإدريسي (1100-1166م)
إبن عبد الحكم (803-870م) إبن عذاري (1300م)
البلاذري (820-892م) اليافعي (1298- 1367م)
الرَّازِيّ (864-923م) العامري الحرضي (1413-1477م)
الحميدي (1029-1095م) جلال الدين السيوطي (1445-1505م)
إبن بشكوال (1101-1183م) خير الدين الزركلي (1893-1976م)
إبن عساكر (1105-1176م)
إبن الأثير (1160-1233م)
إبن عميرة الضبي (1203م)
إبن خلكان (1211-1282م)
شمس الدين الذهبي (1274-1348م)
إبن خلدون (1332-1406م)
إبن تغري (1410-1470م)
المقري التلمساني (1577-1632)
أحمد الناصيري (1835-1897م)
سيد أمير علي (1849-1928م)
جدول توضيحي يقارن بين عدد المؤرخين الذين أحالو على عروبة طارق بن زياد وبين من قال بربري.
ثانيا : قول الموسوعات الأجنبية
بعد ذكرنا للمراجع العربية القديمة حول طارق بن زياد الصّائِدِيُّ، نخص في فقرة موجزة أهم المراجع الأجنبية التي أجزمت على عروبة طارق بن زياد، وسنقتصر على ثلاث موسوعات وازنة، فكما هو معلوم الموسوعة تكون أكثر دقة وتلخيصا من المراجع الفردية الحرة.
أولا : الموسوعة_الإنجليزية العالمية فقد ذكرته ب ”العربي طارق بن زياد الذي أخد إسمه جبل طارق” . (The English Cyclopedia, Partie 1,Volume 1 p421).
ثانيا : موسوعة كامبردج الإسلامية الأمريكية قد أكدت هي الأخرى أصول طارق العربية سيرا على ما قاله المؤرخ الإيطالي باولو جيوفيو الذي قال أنه مولى عربي معتق . (موسوعة كامبريدج الإسلاميَّة ، ج2 ، ص 439) .
ثالثا : بالرجوع للموسوعة البريطانية لنشر المعرفة المفيدة (Penny Cyclopaedia of the Society for the Diffusion of Useful …, Volumes 1 à 2 p217) فقد جاء فيها :
.
“وقد سلم جوليان الغاضب على ملك إسبانيا رودريك الجزيرة الخضراء في يد القائد طارق بن زياد العربي “.
فقد احالت صراحة على عروبته.
The Penny Cyclopaedia of the Society for the Diffussion of Useful …, Volume 2, page 217
ثالثا: الأدلة حول اصل طارق
يقدم المؤرخون مجموعة من الأدلة المنطقية والموضوعية التي تؤكد وتدعم عروبة طارق بن زياد منها :
أولا : مسألة اسمه الثلاثي، فهو طارق بن زياد بن عبد الله كما ورد في جل المصادر التاريخية، والمعروف أن العرب عادة ما كانت تعتمد الإسم الثلاثي عكس باقي الأجناس ، علاوة على أن طارق وزياد وعبد الله كلها أسماء عربية صرفة.
ثانيا : طارق بن زياد هو من مواليد 679م وتوفي سنة 720م بدمشق وعليه فقد كان عمره 33 سنة عندما قتل الجيش العربي الملكة المحاربة البربرية الكاهنة ديهيا فمن أين أتت الأسماء العربية لأبيه وجده وهم كانوا أحياء قبل دخول الإسلام لبلاد المغرب الأقصى بسنين ؟ ولماذا لم يتغير إسم أجداد غيره من البربر المسلميين؟
ثالثا : إن طارق بن زياد رجع إلى الشام ومكث هناك حتى توفي سنة 101 هـ/720 م، ويعتبر بعض المؤرخين أن هذا دليل آخر على أنه عربي، فلو كان بربريا لرجع إلى قبيلته وعاش أواخر أيامه بين قومه.
رابعا: الوظيفة التي كان يزاولها طارق بن زياد قبيل الفتح، فقد عينه موسى بن نصير قائدا وواليا على طنجة، والمعروف أن بني أمية لم يكونوا عادة يولون على الجيش غير العرب.
خامسا : قول عبد الملك بن حبيب (790م) في “كتاب التاريخ“: “ حدثنا ابن وهب (740م) قال وجه موسى بن نصير مولاه طارقاً إلى تلسمان وأمره أن يتعاهد سواحل البحر ومراسيه، ويجعل عليها رصداً لعله أن يصيب من سفن الروم فيجد فيها شيخاً عنده علم ففعل، فظفر به فقال له : هل تعرف في علمك من يفتتح الأندلس .؟؟ قال: يفتتحها معكم قوم يقال لهم البربر وهم على دينكم فكتب طارق بذلك إلى موسى بن نصير، فحشد البربر وبعث إليه منهم ألف رجل وكتب موسى إلى طارق… “.
في هذه الرواية دليل صريح على عروبة طارق وأنه لا ينتمي للبربر حيث أن الشيخ قال لطارق “ يفتحها معكم قوم يقال لهم البربر “، فلو كان طارق من البربر لقال له الشيخ يفتحها قومكم أي البربر بل إنه قال يفتحها معكم أي أنتم العرب. (راجع هنا، ص143)
سادسا : حارب طارق بن زياد البربر وقاتلهم إلى جانب جند العرب المسلميين.
وما نخلص له من خلال ماذكر من المعلومات، عروبة طارق بن زياد بإجماع فقهاء التاريخ القدامى، وأما من قال بأن طارق بربري فهي فئة قليلة من مؤرخين إما متأخرين أو معاصرين من أهل هذا الزمان.
وعلى العموم يبقى طارق بن زياد مسلما قبل أن يكون عربيا،
لكننا أردنا من هذا هذا المقال ان نرفع اللبس و التنزوير الذي طال نسبه مع أن كل الأدلة و البراهين تثبت عروبة هذا القائد العظيم الذي استطاع بفضل مهارته العسكرية استكمال فتح الأندلس ونشر الدين الإسلامي الحنيف.
مراجع
البلاذري كتاب فتوح البلدان، الصفحة 228.
إبن الكلبي، كتاب نسب معد واليمن الكبير ، ج2 ، ص522.
كتاب نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب ت إحسان عباس [المقري التلمساني]، ج1، ص254.
الحميدي، كتاب “جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس”، ص 217. (هنا)
النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، لإبن تغري ج17 راجع الفهرس (هنا) .
شمس الدين الذهبي، كتاب ” تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام 1-15 مع فهارس ج2، ص506“.
إبن عساكر، كتاب “تاريخ مدينة دمشق، ج14 ،ص 116“.
كتاب الكامل في التاريخ، لإبن الأثير (هنا)
إبن عميرة الضبي، كتاب ” بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس، ص328 ” ، راجعه (هنا).
إبن بشكوال ، نقله صاحب نفح الطيب راجعه (هنا).
تاريخ ابن خلدون – لابن خلدون – ج 4 – الصفحة 177، راجعه (هنا).
الناصيري كتاب “الإستقصا” ، ج1، ص152. راجعه (هنا)
The English Cyclopedia: A New Dictionary of Universal Knowledge, Volume 1,Page 421. (1854)
The Century Dictionary Supplement, Volumes 1 à 2, Page 217. Published in (1814